إن قدوم طفل جديد للأسرة ليست بالتجربة السهلة سواء على الوالدين أو على الطفل الأكبر
و إذا كانت الأسرة معلمة منزليا فالامر يحتاج المزيد من الجهد و الترتيبات للتعامل مع الوضع الجديد
في هذا العام رزقنا بمسلم ، و كان هذا الصغير له دور كبير في الكثير من التغييرات التي قمنا بها
.في مدرستنا المنزلية
دعوني في هذه التدوينة اشارككم خبرتنا و تجربتنا لهذا العام
ضبط التوقعات
أكثر ما يضعنا تحت ضغط كبير و توتر هو التوقعات العالية في غير محلها
قبل مولد صغيري بدأت في ضبط توقعاتي ، توقعت انه من الممكن أن نتوقف تماما لفترة من الوقت عن الأنشطة و التعليم الممنهج ، توقعت أن لا نستطيع التحرك خارج البيت بالحرية ذاتها، توقعت أنني لن استطيع قضاء نفس الوقت مع جنى ، توقعت ان طاقتي ستكون أقل بكثير مما كانت عليه ، توقعت أن جنى ستتأثر نفسيا بقدوم أخيها و سيؤثر هذا على سلوكياتها
هذه التوقعات جعلتني أتقبل الوضع الجديد و كل المستجدات بدون توتر او قلق ، كما أنها جعلتني أفرح بأي إنجاز أكبر من هذه التوقعات، فحينما نجد وقت لنأخذ درسا اشعر بالإنجاز، عندما نستطيع الخروج في رحلة اشعر بالإنجاز
.و هكذا ضبط التوقعات يفرق كثيرا
الإعداد المسبق
الاعداد المسبق للخطة التعليمية و كيفية متابعتها مع مراعاة قدر كبير من المرونة
الاعداد المسبق للأنشطة التي نتوقع أن نحتاجها
تجهيز الكتب و المطبوعات التي سوف نحتاجها لفترة من الوقت
هذا الإعداد يساعد كثيرا على إدارة الأمر بسهولة بعد قدوم الطفل الجديد
العلاقة الجيدة مع ابنائي اولا
اهم شيء في هذا الوقت بعد قدوم طفل جديد هو الحفاظ على العلاقة الجيدة مع الأطفال، الاهتمام بنفسيةالطفل الأكبر و الأصغر و تلبية احتياجاتهم النفسية و هذا لن يحدث إلا إذا حافظت الأم على نفسيتها سليمة هادئة
فيجب أن تكون القاعدة الأساسية هي علاقتنا أهم من التعليم ، أهم من الأعمال المنزلية ، أهم من المطبخ
طبعا ستحدث سقطات ، و مع الضغط و التغيرات النفسية سنفقد اعصابنا احيانا، رغما عنا سنمر بأوقات عصيبة ، لكن العبرة بأننا دوما نعود و نحاول إصلاح الخطأ و تدارك الأمر و احتواء أنفسنا و اطفالنا من جديد
اعتماد الكبير على نفسه و المشاركة في الأعمال المنزلية
مما يسهل الأمر ان نقوم بتدريب الطفل الأكبر على الاعتماد على نفسه في كثير من الأمور الأساسية لأن هذا يشعره بالثقة كما يخفف عبئا
من على الأم
دخول الحمام ، تغيير الملابس ، إعداد وجبة بسيطة ،
كما يمكن تدريبه أيضا على المساعدة في الأعمال المنزلية المناسبة لسنه
و من المهم أيضا إشراك الكبير في العناية بالصغير و تشجيعه على ذلك ،
أذكر اني كنت أجعل جنى تساعدني في ترتيب ملابس أخيها و احضار ما أحتاج منها ، كنت اجعلها تجلس لتحمله ، اطلب منها أن تغني له أو تحكي له قصة و عندما يهدأ أو ينام اشجعها واقول لها أنه يحب غنائها كثيرا
ذات مرة كنت اصنع له معلقات منتسوري فوجدتها صنعت له لعبة بسيطة يمكن تعليقها ،شكرتها كثيرا و بالفعل علقنا اللعبة التي صنعتها جنى و هي كانت سعيدة بذلك
الكثيرمن القصص و الألوان و الألعاب المسلية
في الفترة الأولى بعد ولادة مسلم كان من المهم أن أجد شيئا يجمعني بجنى و في نفس الوقت لا يحتاج مجهود كبير
جهزت مجموعة كبيرة من القصص و الكتب و كنت نجلس سويا و نقرأ كثيرا ، و انا أقوم بارضاع أخيها أو حمله
أيضا اشتريت لها ألوان جديدة و مجموعة متنوعة من كتب التلوين و كنت اطلب منها أن تجلس جواري و نلون سويا
و أيضا كنا نلعب سويا بالبازل، أو ألعاب مثل الدومينو و نقضي وقتا مسليا
في أوقات أخرى أحيانا لا أكون قادرة على القراءة أو اللعب ، فكنا نشاهد فيلم كارتون سويا أو نلعب بعض الالعاب التعليمية على التابلت
طلب المساعدة و قبولها
أخذت قرارا أنني لن أحمل نفسي فوق طاقتها و اطلب مساعدة ممن اثق بهم و أقبل مساعدة من حولي
فكان الدعم الأكبر من زوجي و أسرتي أمي و أبي و أخوتي
سواء في العناية بجنى او بمسلم او بالبيت او بي انا
و كان لصديقاتي الأمهات في مجموعة التعليم المنزلي دور أيضا في دعمي نفسيا و التخفيف عني
فقاموا بأعداد وجبات جاهزة على التسوية و قدموها لي كهدية
كم اسعدتني هذه الهدية كثيرة في وقتها و شعرت أنهم فكروا في هدية تسعدني و تخفف عني الضغوط في هذا الوقت
أيضا قامت أمهات أخرى يديرون مركزا لدعم التعليم المنزلي بعمل حفلة الأمهات اللاتي انجبن في هذا الوقت و محاولة إدخال السرور علينا و تقديم هدايا بسيطة لنا و أيضا اسعدني كل هذا الدعم الذي لم اشعر به وقت انجبت جنى
الحياة لا تستقر على حال
هل كل هذه الترتيبات جعلت الحياة مثالية ؟ ؟
بالتأكيد لا ، فقد واجهنا أيضا ا٩يام صعبة ،
فقد تأثرت نفسية جنى و زاد التصاقها بي و عصبيتها و كانت تقوم ببعض الأفعال ضد أخيها
كنت اشعر بها و بما تمر به و كنت كثيرا ما احاول ان أدير الأمور بحكمة
و لكن في أحيان أخرى كنت انهار و افقد أعصابي
و لكن كما نقول دائما ان الأخطاء فرصة للتعلم ، و كلنا سوف يخطيء في رحلة التربية ، لكن المهم أن نكون مدركين ان هذا خطأ و علينا الرجوع عنه و إصلاحه و البحث عن أسبابه
فالحياة المثالية الخالية من الأخطاء ليست مثالية لتربية اطفال قادرين على مواجهة الحياة
لكن بالصبر و الاستعانة بالله و تقبل ضعفنا و ان لا حول و لا قوة لنا الا بالله تسير الحياة
فبعض المشاكل التي واجهناها كنت اقف عاجزة أمامها عن أي حل ، فكنت ألجأ إلى الله بالدعاء و اطلب منه العون و السداد
فحقا أهم ما خرجت به هو حسن التوكل على الله و الإكثار من الدعاء و الاستعانة بالله في كل شيء
انتهت تدوينة اليوم و ارجو من الله ان تكون نافعة
و للحديث بقية ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته