السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
احببت في البداية ان اطرح عليكم افكاري و الأسباب التي شجعت اسرتنا على اختيار التعليم المنزلي..
فالتعليم المنزلي ليس ملائما للجميع كما يتخيل البعض ..و ليس سيئا كما يتخيل البعض الاخر
و لكنه خيار من ضمن خيارات متعددة له صور و طرق كثيرة للتطبيق تختلف باختلاف طبيعة كل اسرة و كل طفل و الظروف المحيطة بهم
و اليكم في هذا المقال اول أسباب اختيارنا للتعليم المنزلي
1- الانهيار الأخلاقي في المجتمع :
من اول الأشياء التي كنت افكر فيها حتى قبل ان اتزوج و أنجب ابنتي ..هو اننا كيف سنربي اطفالنا في هذا الزمان ؟
لقد عانيت و انا طفلة بسبب التناقض الذي كنت اراه بين ما اتعلمه في بيتنا و بين ما اراه في المدرسة،
و كان الحال حينها أفضل من الان بمراحل ، كما أنني كنت في مدرسة مستواها الاجتماعي جيد .
لماذا اضع طفلا صغيرا لم تكتمل لديه معايير الصواب و الخطأ بعد في بيئة تتعارض مع قيمنا و مبادئنا
لا فرق هنا بين مدرسة عامة و مدرسة بعشرات الالاف من الجنيهات الا في نوعية و نسبة الخلل الاخلاقي.
اختى تدرس في كلية التربية و عندما تذهب للمدارس للتدريب العملي تعود لتشجعني على اختياري بسبب تراه من الاطفال في مرحلة الروضة و الابتدائي.. و للعلم هي تذهب الى مدارس لغات .
هناك من يقولون هل نضع الطفل في بيت زجاجي و نعزله عن المجتمع الذي سوف يعيش فيه فيما بعد ، و عندما يختلط بالمجتمع في مرحلة الجامعة او العمل يصاب بالصدمة او لا يستطيع التعامل.
ردي عليهم بمثال بسيط
هل لكي نحمي الطفل من الامراض طوال حياته نعرضه للمرض بصورته الحية الكاملة و هو لا زالت مناعته ضعيفة لا تستطيع مقاومة المرض.. ام نعطى له فقط العدوى في صورة ضعيفة جدا او اجسام مضادة جاهزة ؟
هذا ما نفعله في التعليم المنزلي.. في السنوات القليلة الاولى الطفل لا يحتاج الي قضاء 8 او 10 ساعات وحيدا خارج المنزل ما بين مدرسة و مواصلات يتعرض فيها للكثير بعيدا عن اعين الأسرة..
ثم ياتي للمنزل منهكا متعجلا ان ينهي واجباته لينام حتى يستيقظ في الصباح ليكمل رحلته في دوامة المدرسة ..لا وقت ليحكي للاهل عما اكتسبه من الخارج و بالتالي لاوقت و لا مجال للتقويم و التوجيه.
لكن في التعليم المنزلي يتعرض الطفل للخبرات نفسها و لكن بصورة تتناسب مع سنه و مقاومته
نخرج للاماكن العامة و نختلط بالاطفال و نلعب معهم.. في محيط العائلة الكبيرة يتعرض الطفل لخبرات متنوعة..نختلط باسر التعليم المنزلي و نقضي معهم اوقاتا طويلة .. نذهب للتسوق و نركب المواصلات و نتعرف على المجتمع بكافة اشكاله لكن دون ان ننغمس فيه ..و الاهل اعينهم على الطفل يصححون و يوجهون و يعلقون على المواقف السلبية في وقتها.
عندما يكبر الطفل قليلا و يكون اكتسب مناعة كافية تمكنه من الحكم على تصرفات الاخرين و فقا لمعاييره التي تربى عليها سوف يندمج و يرى المجتمع عن طريق الكورسات و الرحلات و النادي و ورش العمل او حتى العمل ..لان كثيرا من اطفال التعليم المنزلي يعملون بعض الوقت عمل حقيقي ليكتسبوا مهارات مختلفة.
عدم مراعاة طبيعة الطفل و الفروق الفردية:
لا اتخيل ان اضع ابنتي في فصل تجلس لمدة 7 او 8 ساعات متواصلة تتلقى المعلومات التي يفرضها عليها المنهج او المدرس، ممنوع الحركة ، ممنوع الكلام ، التفاعل بحساب ، قد يكون الموضوع المقدم غير ملائم لميولها في الوقت الحالي، قد تكون طريقة تقديم المعلومات غير ملائمة لها ، و لكن مفروض عليها يوميا الجلوس في هذا الوضع حتى ان كان بلا فائدة حقيقية،
لا اريد تضييع اجمل سنوات عمر ابنتي في الجلوس و الاستماع فقط، اتمنى ان تستمتع بكل لحظة في حياتها و تتعلم في نفس الوقت.
الاستثمار في المكان الصحيح:
كم منا درس اللغة الانجليزية لمدة 10 سنوات او اكثر ثم تخرج من الجامعة لا يستطيع ان يقوم بمحادثة مع شخص اجنبي او يقرا مقالا بالانجليزية؟
كم منا درس الرياضيات لسنوات و سنوات و هو يكرهها و تخرج و هو لا يعرف لماذا كنت ادرسها او اضيع فيها وقتي؟ الرياضيات كانت مادتي الفضلة لكني رايت الكثيرين ممن كان لهم معاناه حقيقية معها.
كلنا نتخرج من الكليات لنبدأ رحلة البحث عن الكورسات و المهارات التي تؤهلنا لسوق العمل ، اذن ماذا كنا نفعل طوال السنوات السابقة؟
إذا كنا سننفق الاف الجنيهات على تعليم اطفالنا فلننفقها على ما يعود عليهم بالنفع حقا، لا على مدرسة تحقق لنا وجاهة اجتماعية ، او فقط بحثا عن مستوى اجتماعي ملائم لأطفالنا.
التمييز بين الاطفال :
فالطالب الذي يحصل على اعلى درجة هو الطالب المميز لدى المدرسين طوال الوقت.
ابن المدرس فلان مميز لانه ابن مدرس.
و الكثير من صور التمييز و العنصرية بين الأطفال بناء على معايير وضعناها نحن لنقيمهم.. مع ان كل طفل مميز في ذاته.
لا زلت اذكر مدرسة التربية الرياضية و هي تخرج زميلتي من فريق الاستعراض امام الجميع لان حجمها كبير عنا..
و عندما بكت الطفلة و جاءت والدتها ترجو المدرسة ان تعيدها وافقت على مضض على ان تقف في الصف الاخير.
في المدرسة معايير جامدة للتمييز لا تراعي المواهب المختلفة .. لا أتمنى ان تدخل ابنتي هذه المنافسة الظالمة للجميع.
انعدام الأمان :
لا داعي لذكر التفاصيل فالحوادث التي نسمعها تقع لاطفال ابناء ثلاث و اربع سنوات كل يوم كافية .
اريد ان استمتع باطفالي و نستمتع جميعا بحياتنا :
لماذا اضع نفسي و اطفالي في دوامة التعليم المدرسي التي تستنزف الوقت و الجهد و المال .
تمضي الأيام بين المدرسة و الواجبات و الامتحانات لنلحق بالسباق الذي دخلنا فيه، لا وقت للحوار ، لا وقت للعب ، لا وقت لاكتساب المهارات، الطفل يقع تحت ضغط كبير طوال العام و الاسرة باكملها مما يؤثر على علاقتهم ببعضهم البعض.
اريد ان اقضي الوقت مع اطفالي ..تتوطد علاقاتنا .. نتعلم و نعمل سويا .. نستمتع بحياتنا الاسرية .
لي تجربة سيئة مع التعليم المدرسي لا اتمنى ان يكررها ابنائي:
كانت لي هذه المشاركة في منتدى شبكة التعليم المنزلي تحدثت فيها عن تجربتي مع التعليم المدرسي
و في النهاية نحن لا زلنا في بداية الطريق نتعلم و نجرب و نحاول، نخطيء و نتعلم من اخطائنا ، التعليم المنزلي تجربة اتمنى ان اخوضها للنهاية للاسباب التي ذكرتها و ادعو الله ان يوفقنا فيها، و لكني لا اعلم ما تحمله الايام و السنوات المقبلة.
زوجة وأم وصيدلانية مهتمه بالتربيةوالتعليم بنظام منتسوري .. ، ، ،
2 التعليقات
تدوينة أكثر من رائعة
انفعلت بكل حرف كتبتيه وكأنه يخرج من عقلي وقلبي
سلمت يداكِ
وأسأل الله العظيم أن يوفقك ويبارك ذريتك
آمين
انا معجبه جدا بالفكرة والكلام ،، بس بتسائل دايما
اازاي ممكن الام توفر لطفلها الرعايه الكامله والتعليم الكافي ، وهي بتشتغل مثلا وشغلها بيفرض عليها وجودها بره البيت فترة طويله ؟؟
يعني ازاي هتظبط ؟ :-D