يوميات ام معلمة منزليا 5 ... السعي وراء المناهج و الادوات و ليس وراء العلم

موضوع اليوم تحدثت عنه من قبل على الصغحة و لكني احببت ان اكتب له تدوينة مستقلة نظرا لأهميته من وجهة نظري..

عن جنون المناهج التعليمية و الادوات الذي اصاب الامهات .. و عن الامهات الاخرى اللاتي تشعرن بالحسرة و الضيق لعدم قدرتهن على مواكبة هذه الموضة..

بعد انتشار مفهوم التعليم المنزلي بدأنا نعرف عن المناهج التعليمية المختلفة مثل منتسوري و مناهج تتبع فلسفة والدروف او منهج اواك ميدو او المناهج المتخصصة مثل جولي فونيكس و سينغافورا ماث ، و مناهج التربية الدينية و السلوكية و غيرها و غيرها..

و الامهات  جالسات خلف شاشات الاجهزة الالكترونية تتابع مشاهير التعليم المنزلي و كلما اشترت احداهن منهجا سارعن في شراؤه لاطفالهن ..و إن لم يكن يستطعن الشراء يشعرن بالحسرة و التقصير لعدم توفير هذه المناهج لاطفالهن..

لا أريد التعميم هنا و لكن الكثير من الامهات تشتري المنهج و هي لا تعرف ما هو و لا كيف تطبقه و ما هي الفلسفة لتي يعتمد عليها

كما ان الطفل سوف يتعلم بطريقة واحدة في النهاية و ليس بكل الطرق مرة واحدة..

 فلماذا التشتت و التخبط ؟

لماذا نضغط عل  الطفل و نحمله ما لا يطيق بسبب تقليدنا الاعمى لكل ما نرى؟

هل اخترنا التعليم المنزلي لنرحم الأطفال من ضغط المدارس و الحشو الموجود في المناهج أم  لنحشو نحن لهم ادمغتهم بهذا الخليط من المناهج بطريقتنا الخاصة؟

هل اخترنا التعليم المنزلي لنهرب من المقارنات المادية و الاجتماعية والتمييز الطبقى الذي اصبح سمة للتعليم المدرسي ام لندخل انفسنا في دوامة جديدة من المقارنات ؟

اعلم ان كل منا تتمنى ان تختار لاطفالها الافضل .. و لكن الافراط في ذلك ياتي بنتيجة عكسية

المنهج الافضل هو الافضل لك و لطفلك فقط و يناسبكم تعليميا و ماديا و نفسيا و أسريا ..

فكما ان التعليم المدرسي له انواع مثل الحكومي و الخاص و التجريبي و الانترناشونال و الازهري و كل اسر تختار منه ما يناسبها و يلبي احتياجاتها و تقدر عليه ماديا

فكذلك التعليم المنزلي نختار له المناسب لنا..

يمكنتا التعلم بالمنهج المدرسي بطريقة تفاعلية اكثر متعة للطفل

يمكننا استعارة الكتب من المكتبات العامة

المنتسوري او والدروف او غيره ليس شرطا للتعليم المنزلي..

المناهج باهظة الثمن او الادوات الغالية ليست هي التعليم المنزلي..

أقرأي و تعلمي عن المناهج التي سمعتي عنها و فكري هل تناسب طفلك و طبيعته و ظروفك الاسرية ام لا

قارني بين المناهج و اختاري من بينها لا تختاريها كلها..

فإن عدم استقرارك على المنهجية التي تعلمين بها اطفالك و تقليد كل ما ترينه هو اول طريق عدم النجاح في التعليم المنزلي..

سوف نتحدث في المقال القادم ان شاء الله عن دمج المناهج 

التعليمية المختلفة و هل هو ممكن ام مستحيل من خلال قراءاتي في هذا الموضوع و تجربتي الشخصية..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يوميات أم معلمة منزليا 4 ..الفاعدة الثانية ..الروتين ...ايقاعنا اليومي على طريقة والدروف

في البداية كنت أحاول تنظيم يومنا بان تكون فترة الانشطة بعد الاستيقاظ و الافطار مباشرة و تكون متواصلة..

و بعد ذلك اندمج في أعمالي المنزلية و الاشياء الاخرى باقي اليوم..

كان هذا النظام يضغطنا كثيرا  لان الفترة التي كنت اقوم خلالها باعمالي كانت طويلة و متصلة فتشعر جنى بعد قليل بالملل و تبدأ في البكاء

بعد ان بدات ادمج فلسفة والدروف في يومنا و قرات عن الايقاع اليومي شعرت ان هذا ما كنت احتاج اليه

فاليوم مقسم بين فترات العمل و فترات الراحة.. فترات الحركة و فترات الهدوء.. فترات التركيز و الفترات الحرة.

و هذا ما يسمي في فلسفة والدروف breathing in and 
breathing out

يجعل هذا الايقاع اليوم ذو روتين محدد .يمضي اليوم في انسيابية تجعلنا لا نشعر بالضغط او الملل .

سوف اوضح لكم الامر اكثر ..

ما لاحظته من تعاملي مع ابنتي انها تحتاج لاهتمامي و تركيزي فترة من الوقت قبل ان تستطيع اللعب بمفردها لفترة مماثلة اكون خلالها انتهيت من بعض اعمالي

ففي الصبح نبدأ بالقران و الاذكار و اناشيد الصباح تاخذ هذه الفترة مدة ربع ساعة مثلا

ثم انتقل انا لترتيب مكان نومنا و تهيئة المنزل ليوم جديد بفتح النوافذ و دخول الشمس تاخذ ايضا ربع ساعة اثناءها تكون هي في وقت حر

نتجه سويا لاعداد الافطار و اجعلها تساعدني بما تستطيع في هذا الامر و نتناول افطارنا سويا

بعد هذا يمكننا ان نذهب للتمشية قليلا او حتى الوقوف في الشرفة و ري النباتات او القيام ببعض الانشطة التي جهزتها لها

يمكنني بعد ان قضيت معها بعض الوقت ان اقوم لمدة نصف ساعة لاقوم ببعض مهامي المنزلية و هي تختار ان كانت تريد مشاركتي او تريد ان تلعب لعبا حرا

بعد هذا اعود للجلوس معها قليلا للتلوين او قراءة كتاب او عمل بعض الانشطة

بعد هذا اتجه لاعداد وجبة الغداء و تكون هي معي تتناول وجبة خفيفة او تلعب بمفردها

و على هذا النمط يسير يومنا..فترة نركز فيها سويا في عمل ما و فترة حرة .

هناك ايام لا نقوم فيها بانشطة ممنهجة نكتفي بالنزهة و المشاركة في الاعمال المنزلية و الغناء و قراءة القصص و اللعب سويا ...و لا اشعر حينها باي تقصير ..فهذا كافي جدا لسنها و تتعلم منه الكثير..و يكفي اننا قضينا يوما سعيدا

و هناك ايام اكون متعبة لا استطيع القيام باي شيء فارتاح و هي بجواري تلعب و يمكن ان اقرا لها كتابا او اغني لها..

و هناك ايام يكون لدي اشياء كثيرة لاقوم بها فلا اعطيها الوقت الكافي ... بالطبع ينعكس هذا على مزاجها و تبدا في البكاء او الطلبات الكثيرة..احاول حينها ان اتقبل حالتها و انها تشعر بالملل .. و اعوضها عن هذا الوقت فيما بعد

في النهاية هذا الايقاع او الروتين قابل للتطبيق على حسب ظروف كل أسرة .. ليس له صورة او شكل محدد و لكن يراعي دمج الطفل في الحياة اليومية حتى يصبح جزءا من اليوم و ليس عبئا عليه

هنا انتهت تدوينة اليوم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يوميات ام معلمة منزليا 3 ... القاعدة الأولى .. أدومها و إن قل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في مقال اليوم أحدثكم عن أولى القواعد التى اتبعتها لتنظيم حياة اسرتنا بعد ان انجبت جنى و بدأت في طريق التعليم المنزلي المبكر..

 كنت اريد وقتا للبيت و متطلباته ..وقتا لرعاية طفلتي ..وقتا للعبادات..وقتا لزوجي.. وقتا للقراءة في التربية او التعليم ..وقتا لاعداد الانشطة..وقتا لتنفيذ الانشطة.. وقتا للخروج ..وقتا لصلة الرحم و الواجبات الاجتماعية الاخرى.. و في النهاية وقتا لنفسي لاهتم بنفسي و امارس هواياتي او اقوم باي عمل يهمني.

بالنسبة لاي ام جديدة يمثل هذا تحدي كبير .. و قد عانيت في البداية حتى استطعت ان انظم حياتي بشكل جيد لا يجعلني اهمل اي جانب من جوانب الحياة بقدر المستطاع

و كان قول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم "احب الاعمال الى الله ادومها و إن قل " هو القاعدة السحرية التي أعانتني على تحقيق التوازن المطلوب.

فقراءة 10 دقائق يوميا خير من قراءة كتاب ثم الانقطاع عن القراءة

ترتيب دوري للمنزل لا ياخذ عدة دقائق يوميا خير من بذل الكثير من الوقت و الجهد في ترتيب المنزل ثم تركه لايام بلا عناية

نشاط واحد يوميا مع جنى او حتى وقت إيجابي بلا انشطة خير من ان الزم نفسي بجدول مزدحم ثم ألوم نفسي فيما بعد على عدم التزامي به مما يؤثر على علاقتي معها بالسلب

المواظبة على قراءة ورد صغير من القران خير من قراءة عدة اجزاء في يوم ثم الانقطاع عن القران

وقت قليل للعناية الشخصية يوميا خير من أهمال نفسي ثم بذل وقت مضاعف بعد فترة لمعالجة مشاكل الاهمال

و هكذا في كل امر من امور الحياة اضع لنفسي حد ادنى ..

يتصف انه سهل و بسيط..  لا ياخذ كثير من الوقت..لا يحتاج ظروف خاصة و احتياطات كثيرة لتطبيقه..

يحقق التوازن المطلوب و اشعر بالرضى عند انجازه فينعكس هذا على نفسي و على أسرتي

و اذا قصرت فيه مرة من حين لآخر لا يكون الاثر كبير لاني في اليوم التالي سوف أعود لما كنت اعمل و لن أشعر بالتأثير الكبير،
 و إذا اتسع الوقت للمزيد فسوف يكون إنجازا إضافيا ..

و من الآثار الايجابية لهذه القاعدة:

عدم الشعور بالضعط المستمر بسبب كثرة الأعمال.

تحقيق التوازن المطلوب في جميع جوانب الحياة.

عدم الشعور بالتأنيب المستمر بسبب التقصير.

الانجاز على المدى القريب و البعيد فبعد أسبوع من العمل تجدين أنك أنجزت الكثير.

و لا أدعي أن الحياة وردية طوال الوقت و لكن هناك أوقات لا أستطيع القيام بأي شيء أو يحدث ظروف طارئة تمنعني من القيام بمهامي،

و هناك أوقات يكون لدي مهمة تحتاج تركيزي لوقت طويل فتؤثر على باقي المهام

و لكن المهم هنا هو تأسيس القاعدة حتى  إذا حدثت ظروف اضطرارية نستطيع العودة بعدها الى قواعدنا بسهولة.

و من مميزات التعليم المنزلي أننا لسنا في سباق مع الزمن، ما دمنا نتقدم نحو الامام بشكل مستمر فهذا هو المطلوب.

و في النهاية اود ان اقول لكم ابدأوا في تأسيس قواعدكم و نظامكم من هذه اللحظة،

و قد وجدت ان مرحلة التعليم المبكر لابنتي فرصة جيدة جدا لتأسيس نظام ثابت لحياتنا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يوميات ام معلمة منزليا 2 .. يجب ان نبدأ بتغيير انفسنا اولا

عندما وجدت ضالتي في التعليم المنزلي ، كان على ان افكر كيف اطبقه و كيف اتغلب على المصاعب 

التي سوف تواجهنا.

فهناك اشياء وجدتها اساسية لاي اسرة تريد تطبيق التعليم المنزلي ، و كلها تاتي بالعمل على تغيبر انفسنا و ثقافتنا و نظرتنا للامور .

اولا: علاقة سوية مستقرة مع الابناء

و هذا لا ياتي الا بالقراءة و التعلم عن التربية و طرقها الحديثة مثل التربية الايجابية و التعلم عن عقل الطفل و نفسيته و كيفية التعامل معه ، كيفية التواصل مع الطفل بطريقة فعالة، و كيفية توجيه سلوكه .

فإذا كانت الصراعات دائمة بين الام و اطفالها و لا يوجد تواصل جيد بينهم ..فسيكون تطبيق التعليم المنزلي صعب جدا.

لذلك وضعت على قائمة اولوياتي دراسة العلوم التربوية المختلفة .

ثانيا : علاقة أسرية مستقرة ببن الوالدين

فالحياة الاسرية المستقرة من اكثر الأشياء التي تؤثر ايجابيا على الأطفال و على صحتهم النفسية.

هناك امهات يهملن علاقتهن بازواجهن بسبب الانخراط في تعليم الاطفال مما يتسبب فيما بعد في مشاكل اسرية.

التوازن مطلوب ، و استقرار العلاقة بين الاب و الام هو الاساس الذي يقوم عليه المنزل.

فايضا البحث المستمر  عن تحسين العلاقة بين الزوجين و بذل الوقت لها و القراءة عن كيفية التعامل و التواصل بين الزوجين و فهم الاخر هام جدا لتوفير مناخ هاديء قبل بدء التعليم المنزلي.

ثالثا : النظام مطلوب في كل شيء

النظام في ترتيب المنزل و الانشطة التعليمية ، وقت محدد و نظام ثابت للاعمال المنزلية ، وقت محدد للقراءة و الدراسة ، وقت للخروج و الرحلات ، وقت للزيارات ، وقت للتعليم المنزلي، وقت للراحة .

كلما استطعنا تنظيم الوقت و الاشياء من حولنا ، كلما زادت قدرتنا على الانجاز و قل توترنا.

استطعت خلال السنة الماضية بفضل  ان اضع نظاما مبدأيا لكل شيء كي يكون اساس اعدل عليه في المستقبل .

منهج والدروف و الايقاع اليومي فيه ساعدني في تنظيم يومنا بحيث لا نصبح مضغوطين كثيرا ولا يشعر الطفل بالملل.

انصح بالقراءة عن كيفية التنظيم و الترتيب و التغيير التدريجي في الروتين اليومي.

رابعا : الاجتماعيات هامة جدا

لم اكن ذات يوم شخصية اجتماعية، 

و لكن الان صار لنا العديد من الاصدقاء و المعارف من اسر التعليم المنزلي و غيرهم، بدات اكون علاقات مع الاخرين و اشارك في الرحلات و اللقاءات حتى اوفر لجنى المجتمع البديل الذي تحتاجه.

مواقع التواصل الاجتماعي كانت بداية جيدة لمعرفة الاسر القريبة في السكن و التفكير.

خامسا : التنمية الذاتية 

ارى انه من اهم المجالات التي يجب ان يهتم بها المعلمون منزليا هي تنمية انفسهم و شخصياتهم،

بدات أقرأ في مجالات زيادة الفاعلية ، الانجاز ، اتخاذ القرار و اثرت كثيرا على طريقة تغكيري و ادائي لمهامي.

سادسا: المرونة و الخطط البديلة

حتى لا نصاب بالاحباطات المتكررة ، و يؤثر ذلك على نفسيتنا و علاقتنا بأبنائنا ، بجب ان نعتاد  تغيير الخطط احيانا، و المحاولة من الاستفادة بكل تغييرات تطرأ على يومتا مثل الزيارات المفاجأة، المرض ، و اي ظروف تطرأ على الأسرة.

سابعا : الرحلات و الخروج من المنزل شيء أساسي

يعجبني اطلاق اسم التعليم الحر بدلا من التعليم المنزلي ، فالحرية و الانطلاق من أساسياته، التعامل مع الطبيعة و البشر ، التعرض لخبرات حياتية متنوعة ، زيارة الأماكن الأثرية بدلا من الاكتفاء بالقراءة عنها ، مشاهدة المهن المختلفة و ممارستها احيانا .

لم أكن كثيرة الخروج و الرحلات، و لكن التعليم المنزلي جعلني أتغير و فتح لي افاقا جديدة.

ثامنا : التركيز و البعد عن المشتتات

يجب على كل أسرة أن تركز في أهدافها من التعليم المنزلي ، كيفية تطبيقه، المناهج و الفسفات التي سوف تتبعها  و وضع خطوط عريضة  لرؤيتها.

الجري و التشتت وراء كل فكرة جديدة لتطبيقها مع الأطفال ، و كل منهج نراه لشراؤه ،  يضيع الوقت و الجهد و لا يحقق شيئا.

تاسعا : تحديد ميزانية سنوية للتعليم المنزلي

أيا كان حجم الميزانية المناسبة للأسرة يجب تحديدها و تحديد أوجه انفاقها، تحديد الأمور جيدا يجعلنا لا نسرف في امر على حساب امر اخر و يجنبنا التعرض للصغط المادي.

عاشرا: اصنعي تجربتكم الخاصة

لا بأس من الاستفادة من خبرات و تجارب الاخرين ، و لكن لا تحاولي تقليد تجربة بحذافيرها ، فلكل منا ظروفه و طباعه و شخصيات أطفالنا تختلف، فما يصلح لطفل لا يصلح لاخر، فلا تجعلي هدفك ان تقومي بتعليم منزلي مثلا فلانة ، و لكن اجعليه أن تصنعي تجربة خاصة و مميزة.