get pregnant

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

وجود طغل في حياتي...نقطة التحول



حدثتني الكثيرات قبل أن انجب ابنتي عن اني سوف افقد حياتي الرائعة التي أحياها الان

سوف انسى النوم و الهدوء و الاستقرار
سوف أبقى في البيت لصعوبة الخروج بطفل من المنزل
سوف تتأثر علاقتي بزوجي لانني سوف انشغل عنه بسبب الطفل القادم
سوف و سوف سوف و كلها افكار سلبية تصيب كل مقبلة على الامومة باليأس و تجعلها متحاملة على طفلها من قبل ان تراه...
فهو الذي جاء ليسرق راحتها 

و من اكثر الجمل التي لا اطيق سماعها " هو انت لسة شوفتي حاجة " عندما تشكو أم حامل من اوجاع الحمل يقولون لها تلك الجملة او يقولون " مستعجلة على ايه جوه اريح من برة "

و هكذا سيل لا ينتهي من الأفكار السلبية الموجهة ضد الطفل ..و التي لابد و ان تؤثر على معاملة الام لطفلها ..فترى انه عبء عليها.



لذلك احببت ان اكتب لكم كيف كان وجود ابنتي في حياتي نقطة التحول و التغيير للافضل بفضل الله. .


1-أصبحت اقدر قيمة كل لحظة 
قبل ان اكون ام كنت استغرق الكثير من الوقت في عمل اي شيء.. في الطعام و اعمال المنزل.. 
لكن في وجود طفل رضيع النصف ساعة تصبح كنز يجب استغلاله افضل استغلال
في البداية كنت اشعر اني في سباق مستمر مع الزمن حتى انجز الاشياء سريعا وقت نومها
و لكن الان و بعد مرور ما يقرب من العامين اصبحت السرعة في انجاز المهام هي الطبيعي 
و عندما اكون على موعد اكون جاهزة قبلها بوقت كافي بعد ان كنت في العادة اتاخر على مواعيدي.



2- أنا أستطيع ان افعل اكثر 
قبل الزواج كنت اظن ان اخر طاقتي هو الذهاب الى العمل و العودة و فقط 
بعد الزواج و مع اضافة أعباء المنزل الى قائمة اعمالي كنت اشعر انني اقوم بما يفوق طاقتي و لا يتبقى لي وقت ولا طاقة  لاقوم بشيء مفيد بخلاف العمل و المنزل
و لكن بعد ان اصبحت ام ادركت ان قدراتي تفوق بكثير جدا توقعاتي.. قدرتي على التحمل و المثابرة زادت .. اصبحت اقوم باعمال اكثر و اشعر ان لدي طاقة لاقوم بالمزيد.



3- انا ام..انا قدوة ..فلأربي نفسي من جديد
لم اضع يدي على سلبياتي الا بعد ان اصبحت ام ..فاصبحت ازن كل تصرف و كل كلمة بميزان..فهو سوف يؤثر في تكوين ابنتي..
شعرت فعلا أنني اربي نفسي.. و بالرغم من صعوبة هذا الامر الا انه فرق كثيرا في شخصيتي..
اصبحت تصرفاتي اكثر اتزانا بالرغم من طبيعتي الانفعالية .. أصبحت اكثر تحكما في مشاعري و ردود افعالي ..اصبحت اكثر صبرا و حكمة في التعامل مع الامور.. اصبحت اسعى للتصرف الامثل في افعالي حتى استحق ان اكون قدوة.



4- اية من آيات الله زادتني أيمانا
ان تشهد معجزة الخلق في كل لحظة تحيا فيها مع طفل ينمو و يكبر امامك كل يوم و ترى فيه قدرة الله ..
من اكثر الأشياء التي غيرتني ملاحظتي و مراقبتي المستمرة لابنتي في كل لحظة مرت علينا .. 
كيف اتي ذلك المخلوق الصغير ليصبح قطعة من قلبي و روحي و قد عشت سنوات عمري الماضية بدون ان اعلم عنه شيء..
كيف تتحرك و تنمو و تعبر عن احتياجاتها..كيف تتعلم الكلام و الابتسام و الامساك بالأشياء..
من اين لها بهذه القدرات الهائلة و المثابرة على التعلم.. انها معجزة الخلق التي اراها امام عيني طوال الوقت... فلا يسعني الا ان اقول "سبحان الله "



5- لم نخلق للراحة و الاسترخاء
من المفاهيم الخاطئة لدى كثير منا أن الانسان يجب ان يعمل بعض الوقت ليستريح بعدها الكثير من الوقت.
و لكنني تعلمت من طفلتي اننا لم نخلق للراحة بل خلقنا للعمل.. فتلك الطفلة الصغيرة التي تعلمت لتوها المشي لا تكاد تجلس تستريح لحظة.. فطوال الوقت في حركة و عمل و تعلم..
هذه هي الفطرة التي فطرنا الله عليها و لكننا غيرناها..
في البداية كتت اخجل من نفسي امام تلك الطفلة الرضيعة التي تبذل مجهودا يضاعف ما ابذله ..و لكنني تعلمت منها بعد ذاك ان الطبيعي ان نكون في حركة و نشاط و عمل طوال فترة استيقاظنا... 
و ما يجعلنا نشعر بالتعب حقا هو سعينا الدائم لانهاء العمل حتى نخلد الى ااراحة.



6- النظام 
من اكثر الاشياء التي تسهل علينا التعامل مع الطفل الصغير هو ايجاد ايقاع و روتين ثابت لليوم.
لذلك بدات بالحرص على النظام الزماني و المكاني في حياتنا فاصلح كل شيء له موعد و مكان شبه ثابت .. فاصبحت انا اكثر نظاما و تنظيما .



7- وجدت وقتا مستقطعا لنفسي
قبل جنى كنت لا اهتم كثيرا بممارسة ما احب بشكل روتيني لاني كنت اعلم ان الوقت معي فلأفعله عندما يحلو لي.
و لكن بعدما انجبت اصبحت استقطع لنفسي وقت يومي لامارس هواياتي او اتعلم شيء جديد او اقرأ او اهتم بنفسي ..و اصبحت صارمة جدا و لا اتنازل عن هذا الوقت ابدا لانه الذي يشحن بطاريتي للعمل باقي اليوم..حتى لو قللت ساعة من ساعات نومي لاخذ هذا الوقت.
و على المدى البعيد فرق معي كثيرا هذا الوقت الخاص.





و في النهاية اود ان اقول ان كلنا بشر..نمر بلحظات ضعف و فشل و احباط.. يأتي على وقت ابكي من الشعور بالضغط.. و وقت اشعر انني غير قادرة على المواصلة..و لكنني اقول لنفسي لا يكلف الله نفسا الا وسعها ..و ان الله حملنا مسئولية التربية و يا لها من مسئولية عظيمة  .. فبالتاكيد لأننا قادرين على القيام بها..كل عمل عظيم يحتوى على مشقة ..و لكن يجب الا نركز فقط على المتاعب و ننسى الايجابيات..
فلنستمتع باطفالنا و نستمتع معهم..و لنتعلم منهم كما نعلمهم.. 
و نصيحتى لكل مقبلة على الامومة.. لا تعطي اذنيك لاصحاب الكلام السلبي.. و ما اكثرهم حولنا.
نورا نبيل

زوجة وأم وصيدلانية مهتمه بالتربيةوالتعليم بنظام منتسوري .. ، ، ،